قال الإمام الحافظ أحمد بن حجر الهيتمي في كتابه : [ الفتاوى الحديثية ( صـ 394- 395 ) ] :
[مطلب : في معنى قول الحلاج : أنا الحق ، وقول أبي يزيد : سبحاني سبحاني ]
وسئل نفع الله به : ما معنى قول الحلاج أنا الحق وقول أبي يزيد سبحاني سبحاني ؟
[فأجاب بقوله : للعارفين رضي الله عنهم ونفعنا بعلومهم وأسرارهم ولحظاتهم أوقات يغلب عليهم فيها شهود الحق تعالى بعين العلم والبصيرة فإذا تم لهم ذلك الشهود ذهلوا حتى عن نفوسهم ولم يبق لهم شعور بغير الحق تعالى فحينئذ يتكلمون على لسان ذلك القرب الأقدس الذي منحوه المشار إليه بقوله تعالى فإذا أحببته صرت سمعه وعينه ويده ورجله الحديث ويثبتون لأنفسهم بطريق الإيهام لا بطريق الحقيقة ما أثبته الحق لنفسه لا بمعنى الاتحاد الذي هو عين الكفر والإلحاد .
وحاشاهم الله عنه بل بمعنى اتحاد الشهود الذي صير الحكم ليس إلا لذات الحق تعالى وتقدس .
فقوله أنا الحق أو سبحاني معناه قد تجلى على الحق بشهوده حتى صرت كأني هو هذا كله إن صدر عنهم ذلك في حال الصحو وأما إذا صدر عنهم ذلك في حال الغيبة فهو من الشطحات التي لا حكم لها إذ لا يحكم إلا على ما تلفظ به صاحبه في حال الصحو والاختيار وأما ما تلفظ به في حيز الصحو والغيبة فلا يدار عليه حكم البتة .
ومن ذلك أيضا قول أبي يزيد ما في الجبة غير الله فإن كان في حال الصحو وكان معناه مثل ما مر أوّلاً وإلا فلا معنى له فلا يدار عليه حكم والله أعلم .]
الفتاوى الحديثية ( صـ 394- 395 ) ] :
No comments:
Post a Comment